فصل: التفسير المأثور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (31)}.
أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحًا} قال: يقول من يطع الله منكن، وتعمل صالحًا لله ورسوله بطاعته.
وأخرج ابن سعد عن عطاء بن يسار رضي الله عنه في قوله: {ومن يقنت منكن لله ورسوله} يعني تطيع الله ورسوله {وتعمل صالحًا} تصوم وتصلي.
وأخرج الطبراني عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أربعة يؤتون أجرهم مرتين. منهم أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم».
وأخرج ابن أبي حاتم عن جعفر بن محمد رضي الله عنه يجري أزواجه مجرانا في الثواب والعقاب.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {لستن كأحد من النساء} قال: كأحد من نساء هذه الأمة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {يا نساء النبي لَسْتُنَّ كأحد} الآية. يقول: أنتن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، ومعه تنظرن إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وإلى الوحي الذي يأتيه من السماء، وأنتن أحق بالتقوى من سائر النساء، {فلا تخضعن بالقول} يعني الرفث من الكلام. أمرهن أن لا يَرْفِثْنَ بالكلام {فيطمع الذي في قلبه مرض} يعني الزنا.
قال: مقاربة الرجل في القول حتى {يطمع الذي في قلبه مرض}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله: {فلا تخضعن بالقول} قال: لا ترفثن بالقول.
وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {فلا تخضعن بالقول} يقول: لا ترخصن بالقول، ولا تخضعن بالكلام.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه في قوله: {فيطمع الذي في قلبه مرض} قال: شهوة الزنا.
وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما؛ أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله: {فيطمع الذي في قلبه مرض} قال: الفجور والزنا. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم. أما سمعت الأعشى وهو يقول:
حافظ للفرج راضٍ بالتقى ** ليس ممن قلبه فيه مرض

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن زيد بن علي رضي الله عنه قال: المرض مرضان. فمرض زنا، ومرض نفاق.
وأخرج ابن سعد عن عطاء بن يسار رضي الله عنه في قوله: {فيطمع الذي في قلبه مرض} يعني الزنا {وقلن قولًا معروفًا} يعني كلامًا ظاهرًا ليس فيه طمع لأحد.
وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب رضي الله عنه في قوله: {وقلن قولًا معروفًا} يعني كلامًا ليس فيه طمع لأحد.
{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن محمد بن سيرين قال: نبئت أنه قيل لسودة زوج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها: ما لك لا تَحُجِّين، ولا تعتمرين كما يفعل أخواتك؟! فقالت: قد حججت، واعتمرت، وأمرني الله أن أقر في بيتي، فوالله لا أخرج من بيتي حتى أموت قال: فوالله ما خرجت من باب حجرتها حتى أخرجت بجنازتها.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن سعد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن المنذر عن مسروق رضي الله عنه قال: كانت عائشة رضي الله عنها إذا قرأت {وقرن في بيوتكن} بكت حتى تبل خمارها.
وأخرج أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه «أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنسائه عام حجة الوداع هذه، ثم ظهور الحصر قال: فكان كلهن يحجن إلا زينب بنت جحش، وسودة بنت زمعة، وكانتا تقولان: والله لا تحركنا دابة بعد أن سمعنا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم».
وأخرج ابن أبي حاتم عن أم نائلة رضي الله عنها قالت: جاء أبو برزة فلم يجد أم ولده في البيت، وقالوا ذهبت إلى المسجد، فلما جاءت صاح بها فقال: أن الله نهى النساء أن يخرجن، وأمرهن يقرن في بيوتهن، ولا يتبعن جنازة، ولا يأتين مسجدًا، ولا يشهدن جمعة.
وأخرج الترمذي والبزار عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان، وأقرب ما تكون من رحمة ربها وهي في قعر بيتها».
وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود رضي الله عنها قال: احبسوا النساء في البيوت، فإن النساء عورة، وإن المرأة إذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان، وقال لها: إنك لا تمرين بأحد إلا أعجب بك.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر رضي الله عنه قال: استعينوا على النساء بالعري، أن أحداهن إذا كثرت ثيابها، وحسنت زينتها أعجبها الخروج.
وأخرج البزار عن أنس رضي الله عنه قال: جئن النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلن: يا رسول الله ذهب الرجال بالفضل والجهاد في سبيل الله، فما لنا عمل ندرك فضل المجاهدين في سبيل الله؟ فقال: «من قعدت منكن في بيتها فإنها تدرك عمل المجاهدين في سبيل الله».
أما قوله تعالى: {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى}. أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانت الجاهلية الأولى فيما بين نوح وإدريس عليهما السلام، وكانت ألف سنة، وإن بطنين من ولد آدم كان أحدهما يسكن السهل، والآخر يسكن الجبال، فكان رجال الجبال صباحًا وفي النساء دمامة، وكان نساء السهل صباحًا وفي الرجال دمامة، وإن إبليس أتى رجلًا من أهل السهل في صورة غلام، فأجر نفسه فكان يخدمه، واتخذ إبليس شبابة مثل الذي يزمر فيه الرعاء، فجاء بصوت لم يسمع الناس مثله، فبلغ ذلك من حوله، فانتابوهم يسمعون إليه، واتخذوا عيدًا يجتمعون إليه في السنة، فتتبرج النساء للرجال، وتتبرج الرجال لهن، وإن رجلًا من أهل الجبل هجم عليهم في عيدهم ذلك، فرأى النساء وصباحتهن فأتى أصحابه، فأخبرهم بذلك، فتحوّلوا إليهن، فنزلوا معهن وظهرت الفاحشة فيهن، فهو قول الله: {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى}.
وأخرج ابن جرير عن الحكم رضي الله عنه {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} قال: كان بين آدم ونوح عليهما السلام ثمانمائة سنة، فكان نساؤهم من أقبح ما يكون من النساء ورجالهم حسان، وكانت المرأة تريد الرجل على نفسه، فأنزلت هذه الآية.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأله فقال: أرأيت قول الله تعالى لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} هل كانت الجاهلية غير واحدة؟ فقال ابن عباس رضي الله عنهما: ما سمعت بأولى إلا ولها آخرة. فقال: له عمر رضي الله عنه: فأنبئني من كتاب الله ما يصدق ذلك قال: إن الله يقول: {وجاهدوا في الله حق جهاده} [الحج: 78] فقال عمر رضي الله عنه: من أمرنا أن نجاهد؟ قال: بني مخزوم، وعبد شمس.
وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} قال: تكون جاهلية أخرى.
وأخرج ابن أبي حاتم عن عائشة رضي الله عنها أنها تلت هذه الآية فقالت: الجاهلية الأولى كانت على عهد إبراهيم عليه السلام.
وأخرج ابن سعد عن عكرمة رضي الله عنه قال: {الجاهلية الأولى} التي ولد فيها إبراهيم عليه السلام، والجاهلية الآخرة: التي ولد فيها محمد صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: {الجاهلية الأولى} بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن جرير عن الشعبيّ رضي الله عنه، مثله.
وأخرج ابن سعد وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال: كانت المرأة تخرج فتمشي بين الرجال، فذلك {تبرج الجاهلية الأولى}.
وأخرج البيهقي في سننه عن أبي أذينة الصدفي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «شر النساء المتبرجات وهن المنافقات، لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم».
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} يقول: إذا خرجتن من بيوتكن، وكانت لهن مشية فيها تكسير وتغنج، فنهاهن الله عن ذلك.
وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن أبي نجيح رضي الله عنه في قوله: {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} قال: التبختر.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل رضي الله عنه في قوله: {ولا تبرجن} قال: التبرج إنها تلقي الخمار على رأسها ولا تشده، فيواري قلائدها وقرطها وعنقها، ويبدو ذلك كله منها، وذلك التبرج، ثم عمت نساء المؤمنين في التبرج.
وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما بايع النبي صلى الله عليه وسلم النساء قال: {لا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} قالت امرأة: يا رسول الله أراك تشترط علينا أن لا نتبرج، وأن فلانة قد أسعدتني، وقد مات أخوها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اذهبي فاستعديها ثم تعالي فبايعيني».
وأخرج ابن أبي حاتم وابن عساكر من طريق عكرمة رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت} قال: نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وسلم خاصة. وقال عكرمة رضي الله عنه: من شاء بأهلته أنها نزلت في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن مردويه من طريق سعيد بن جبير رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: نزلت في نساء النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن عكرمة رضي الله عنه في قوله: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت} قال: ليس بالذي تذهبون إليه، إنما هو نساء النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن سعد عن عروة رضي الله عنه {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت} قال: يعني أزواج النبي صلى الله عليه وسلم نزلت في بيت عائشة رضي الله عنها.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن أم سلمة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ببيتها على منامة له عليه كساء خيبري، فجاءت فاطمة رضي الله عنها ببرمة فيها خزيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ادعي زوجك، وابنيك، حسنًا، وحسينًا، فدعتهم فبينما هم يأكلون إذ نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا} فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بفضلة ازاره، فغشاهم إياها، ثم أخرج يده من الكساء وأومأ بها إلى السماء، ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي، فاذهب عنهم الرجس، وطهرهم تطهيرًا، قالها ثلاث مرات. قالت أم سلمة رضي الله عنها: فادخلت رأسي في الستر فقلت: يا رسول الله وأنا معكم فقال: إنك إلى خير مرتين».
وأخرج الطبراني عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: جاءت فاطمة رضي الله عنها إلى أبيها بثريدة لها، تحملها في طبق لها حتى وضعتها بين يديه. فقال لها «أين ابن عمك؟ قالت: هو في البيت. قال: اذهبي فادعيه وابنيك، فجاءت تقود ابنيها كل واحد منهما في يد وعلي رضي الله عنه يمشي في أثرهما حتى دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأجلسهما في حجره، وجلس علي رضي الله عنه عن يمينه، وجلست فاطمة رضي الله عنها عن يساره، قالت أم سلمة رضي الله عنها: فأخذت من تحتي كساء كان بساطنا على المنامة في البيت».
وأخرج الطبراني عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة رضي الله عنها «ائتني بزوجك وابنيه، فجاءت بهم، فألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم كساء فدكيا، ثم وضع يده عليهم، ثم قال: اللهم إن هؤلاء أهل محمد- وفي لفظ آل محمد- فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد كما جعلتها على آل إبراهيم إنك حميد مجيد. قالت أم سلمة رضي الله عنها: فرفعت الكساء لأدخل معهم، فجذبه من يدي وقال إنك على خير».
وأخرج ابن مردويه عن أم سلمة قالت «نزلت هذه الآية في بيتي {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا} وفي البيت سبعة: جبريل، وميكائيل عليهما السلام، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين، رضي الله عنهم، وأنا على باب البيت، قلت: يا رسول الله ألست من أهل البيت؟ قال: إنك إلى خير، إنك من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم».
وأخرج ابن مردويه والخطيب عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان يوم أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها، فنزل جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الآية: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا} قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحسن، وحسين، وفاطمة، وعلي، فضمهم إليه، ونشر عليهم الثوب. والحجاب على أم سلمة مضروب، ثم قال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي، اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرًا. قالت أم سلمة رضي الله عنها: فانا معهم يا نبي الله؟ قالت: أنت على مكانك، وإنك على خير».
وأخرج الترمذي وصححه وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه من طرق عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: في بيتي نزلت {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت} وفي البيت فاطمة، وعلي، والحسن، والحسين. فجللهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بكساء كان عليه، ثم قال: «هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس، وطهرهم تطهيرًا».
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نزلت هذه الآية في خمسة: فيّ، وفي علي، وفاطمة، وحسن، وحسين، {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرًا}».